کد مطلب:240990 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:118

قد فهمت إن شاء الله
روی الصدوق بسنده إلی أبی هاشم الجعفری عن أبی الحسن علیه السلام قال سأله عن الصلاة علی المصلوب قال: «أما علمت أن جدی صلوات الله علیه صلی علی عمه؟ قلت: أعلم ذلك و لكننی لم أفهمه مبینا، قال: نبینه لك:

إن كان وجه المصلوب إلی القبلة فقم علی منكبه الأیمن، و إن كان قفاه إلی القبلة فقم علی منكبه الأیسر؛ فإن ما بین المشرق و المغرب قبلة، و إن كان منكبه الأیسر الی القبلة فقم علی منكبه الأیمن، و ان كان منكبه الأیمن الی القبلة فقم علی منكبه الأیسر، و كیف كان منحرفا فلا تزایلن منا كبه، و لیكن وجهك إلی ما بین المشرق و المغرب و لاتستقبله، و لاتستدبره البتة. قال أبوهاشم: ثم قال الرضا علیه السلام: قد فهمت إن شاء الله» [1] .

قال الصدوق:

قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله: هذا حدیث غریب لم أجده فی شی ء من الأصول و المصنفات، و لاأعرفه إلا بهذا الاسناد [2] .

قوله علیه السلام: «قد فهمت إن شاء الله» جواب لقول أبی هاشم الجعفری: «و لكننی لم أفهمه مبینا». و المراد من جد الرضا هو الصادق علیهماالسلام، و من عمه زید بن علی بن الحسین علیهم السلام حیث قتل بالكوفة فی الثالث من صفر و كان خروجه فی غرته سنة 120 أو سنة 121 و صلب بالكناسة. و قد ترجمناه عند الكلمة «زید و الله ممن خوطب بهذه الآیة» [3] و أبوهاشم الجعفری قال النجاشی: داود بن القاسم بن إسحاق بن عبدالله بن جعفر بن أبی طالب أبوهاشم الجعفری رحمه الله كان عظیم المنزلة عند الأئمة علیهم السلام شریف القدر ثقة روی أبوه عن أبی عبدالله علیه السلام. و قال الشیخ داود بن القاسم الجعفری یكنی أباهاشم من أهل بغداد جلیل القدر عظیم المنزلة عند الأئمة علیهم السلام و قد شاهد جماعة منهم الرضا و الجواد و الهادی



[ صفحه 355]



و العسكری و صاحب الأمر علیهم السلام [4] .

قال المحدث القمی: و له شعر جید فیهم منه قوله فی أبی الحسن الهادی علیه السلام و قد اعتل:



مادت الأرض بی وأدت فؤادی

و اعترتنی موارد العرواء



حین قیل الإمام نضو علیل

قلت نفسی فدته كل الفداء



مرض الدین لاعتلالك و اعت-

-ل و غارت له نجوم السماء



عجبا أن منیت بالداء و القسم

و أنت الإمام حسم الداء



أنت آسی الأدواء فی الدین والد

نیاومحیی الأموات و الأحیاء



و كان مقدما عند السلطان، و كان و رعا زاهدا ناسكا عالما عاملا و لم یكن أحد فی آل أبی طالب مثله فی زمانه فی علو النسب، ووردت عن أبی هاشم روایات من دلائل إمامة أبی الحسن الهادی نذكر منها اثنتین:

1 - روی أن أبا الحسن علیه السلام مص حصاة ثم رمی بها إلی أبی هاشم فوضعها فی فمه، فما برح من عنده حتی تكلم بثلاثة و سبعین لسانا أولها الهندیة.

2 - روی عن خرائج الراوندی قال: كان أبوهاشم منقطعا إلی الهادی علیه السلام فشكی إلیه ما یلقی من الشوق إلیه، و كان ببغداد و له برذون ضعیف، فقال علیه السلام قواك الله یا أباهاشم و قوی برذونك، قال الراوندی: و كان أبوهاشم یصلی الفجر ببغداد و یسیر علی ذلك البرذون فیدرك الزوال من یومه ذلك فی عسكر سر من رأی، و یعو من یومه إلی بغداد إذا شاء علی ذلك البرذون و كان هذا من أعجب الدلائل التی شوهدت.

و ذكر السید ابن طاووس: أنه من وكلاء الناحیة لاتختلف الشیعة فیهم، توفی فی ج 1، سنة 261 قال المسعودی: و قبره مشهور، و الظاهر أن مراده فی بغداد؛ لأنه كان متوطنا فیها، و كان أبوه القاسم أمیر الیمن رجلا جلیلا و كانت أم القاسم أم حكیم بنت القاسم بن محمد بن أبی بكر، فهو ابن خالة مولانا الصادق علیه السلام. [5] و فی البرذون كلام لنا فی كلمة: «إن الذی یمون الحمار یمون البرذون» [6] .



[ صفحه 356]



نعود إلی حدیث الرضا علیه السلام و بیانه لكیفیة علی المسلم المصلوب.

و الذی ذكره السید الطباطبائی الیزدی فی المقام هو كمایلی:

«مسألة (15): المصلوب بحكم الشرع لایصلی علیه قبل الإنزال بل یصلی علیه بعد ثلاثة إیام بعد ما ینزل، و كذا إذا لم یكن بحكم الشرع، لكن یجب إنزاله فورا و الصلاة علیه، و لو لم یكن إنزاله یصلی علیه و هو مصلوب مع مراعاة الشرائط بقدر الإمكان» [7] .

و معلوم أن زیدا مصلوب بحكم حاكم غیر شرعی و غیر ممكن الإنزال حتی یصلی علیه بعد الإنزال بل من الحدیث الرضوی یعلم أن الشهید زید بن علی علیهماالسلام صلی علیه و هو مصلوب و الكیفیة المذكورة أمر تعبدی.



[ صفحه 357]




[1] عيون أخبار الرضا 200:1.

[2] المصدر.

[3] حرف الزاي مع الياء.

[4] معجم رجال الحديث 118:7.

[5] الكني و الألقاب 175 - 174/1.

[6] حرف الهمزة مع النون من الأمثال الرضوية.

[7] العروة الوثقي 119. في شروط صلاة الميت، و مستمسك السيد الحكيم 246 - 245/4، نفس العنوان. و تحقيق الحكم الفرعي يبحث في الفقه.